استيقظ صاحبي من نوم استغرق حوالي تسع ساعات وكالعادة أراد أن يذهب الى عمله بعد أن تناول وجبة الصباح الا أنه رجع وقال أريد أن أرتاح قليلا ثم أذهب الى العمل0 ترى ما مفهوم الراحة عند صاحبي ؟ألم يكفه تسع ساعات من النوم؟لم يكن هذا الشخص مريضا في يوم من الايام ولم أسمع بأن مرضا ألم به خلال المدة التي أعرفها فيه0 اذن ماذا حدث ؟هل كانت هناك كوابيس تهاجمه وهو نائم وبالتالي لم يستطع أن يعرف النوم بمعناه الحقيقي0تركت صاحبي يرتاح قليلا كما كان يقول على أمل أن ألاقيه في مكان عمله بعد ساعات 0الا انه رجع ونام مرة أخرى ولم أره الا في اليوم التالي0كان هذا الموضوع يذكرني عندما كنا تلاميذ في المدرسة ولا نريد أن نستيقظ مبكرا بسبب البرد الشديد أو عدم حل الواجب المدرسي أو عدم الاستعداد لاختبار معين
أو عدم النوم الكافي نتيجة السهر ونعتذر لوالدنا أو لوالدتنا بعدم القدرة على الذهاب الى المدرسة بأننا مرضى0
ولكن الوضع هنا مختلف فهو وضع الحياة ووضع الواقع فلا نستطيع الهروب0لقد كان مفهوم الراحة عند صاحبي أن يهرب من كوابيس الحياة التي تطارده أثناء نومه الى كوابيس أخرى تطارده مرةأخرى اذا نام ثانية0
ومن هذه الكوابيس التي تطارد الفرد في الليل والنهار:
-حالة الفقر والجوع والحرمان التي يعيشها الفرد
-أعباء ومشاكل العمل التي يعانيها الفرد في عمله (ان وجد له عمل)
-حالة الظلم بجميع أنواعه التي يعانيها الفرد0
وكوابيس أخرى كثيرة جعلت هذا الفرد أن يحاول الهروب من الواقع الذي يعانيه0
والسؤال ما هي الوسيلة أو الوسائل التي يمكن أن نجعل النوم والواقع خاليا من هذه الاحلام المزعجة