عندما أمر الله رسوله بالهجره الى المدينه المنوره لتكون منطلقا لدعوته وموطنا لرسالته كان قد سبقه اليها ثله من الصحابه رضوان الله عليهم وسبعون من أهل المدينه كانوا قد بايعوا الله ورسوله على النصره وكانت يد الله فوق أيديهم وبمقدم محمد صلى الله عليه وسلم وبصحبته وزيره الأول وخليفته من بعده أبو بكر رضى الله عنه كان أول عمل سياسى اذا اعتبرنا بناء مسجد قباء ومسجده صلوات ربى وسلامه عليه من الأعمال الماديه كان مايعرف فى كتب السيره بالكتاب أو الصحيفه والمسمى الأول كان لأن مطلع الوثيقه" كتاب من محمد النبى,رسول الله بين المؤمنين والمسلمسين ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم وبين غيرهم من أهل يثرب الذين دخلوا فى رعيه الدوله الجديده دون أن يدخلوا فى الاسلام"وجميع هؤلاء يوصفون فى هذه الصحيفه " بأهل هذه الصحيفه
كلمه الدستور كلمه أعجميه لم تعرفها الكتابات العربيه الا مؤخرا وهو يعنى مجموعه القواعد الأساسيه التى تبين نظام الدوله والحكم وعلاقه الدوله والحكومه بالأفراد من رعيه هذه الدوله والمراجع لهذه الصحيفه التاريخيه- باكوره أعمال النبى محمد فى المدينه المنوره- لايجد فى أحدث دساتير العالم مايخرج عن اطار ماجاء فى هذه الصحيفه من أحكام ومبادئ ومقاصد تدعو ليس فقط الى الفخار وانما وجوب العض عليها بالنواجذ وبخلاف ذلك يعد عارا على خلف هذه الأمه لايليق........ والمتأمل لأحكام هذه الوثيقه يلاحظ
أولا:لايمكن تصور كتابه هذه الوثيقه الا بعد مشوره وحوار بين أهلها
ثانيا: أن صاحب هذه الوثيقه صلوات ربى وسلامه عليه هو ذاته صاحب الرساله ومبلغها عن ربه وبين يديه كتاب الله يتلى عليه بكره وعشيا وفوق ذلك كانت يد الله فوق أيديهم وهو أمر لم يكن قد توفر لأحد من قبله ولن يتوفر لأحد من بعده ومع ذلك كله لم يغن ذلك عن كتاب هذه الوثيقه تفصيلا للقواعد وتوضيحا للحقوق واحكاما للعلاقات
ثالثا:لم يفرق النص فى الحقوق والواجبات بين المسلمين ومن لحق بهم وجاهد معهم وبين غيرهم من أهل يثرب من اليهود والمشركين ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن فرض على أى من غير المسلمين من مواطنيه من أهل هذه الوثيقه الجزيه
رابعا:لم يلزم غير المسلمين أن يحاربوا معه مشركى مكه رغم خوض المسلمين للحرب على أبواب المدينه فى مناسبتين على الأقل
خامسا: لم ينف من أهل المدينه من اليهود الا من ناصب المسلمين العداء وكان ذلك خيارهم من بين عده خيارات وضعها بين أيديهم بعد ثبوت عدوانهم ومشوره أصحابه فى شأنهم بدليل بقاء اليهود فى المدينه حتى بعد مماته صلوات ربى وسلامه عليه فجميع كتب السيره تتحدث عن درع مرهون للنبى عند يهودى بعد مماته صلى الله عليه وسلم
بعد هذه الملاحظات وغيرها هل يجوز لنا أن نسأل هل كانت دوله الاسلام الأولى علمانيه